كتب - حازم فؤاد:جــــــــــــــريدة الدسـتور
في مقال مطول بصحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، أشاد تيد بيكون - مدير معهد المجتمع المفتوح الأمريكي ونائب مدير قسم السياسات الخارجية بمعهد بروكنجز للدراسات والأبحاث - بجهود المنظمات الأفريقية غير الحكومية في إبعاد مصر عن رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقال تيد في مقاله المنشور أمس تحت عنوان «الفوز الأول للمنظمات غير الحكومية في أفريقيا» إنه خلال الستة أشهر الماضية بات الأمر محسوما لمصر في تولي رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع لأمم المتحدة، وهو المجلس المعني بمراقبة ملف حقوق الإنسان دولياً، حيث إن دورة رئاسة المجلس قد جاءت الي أفريقيا ولم تبد أي دولة أفريقية استعداداً لمنافسة مصر. وعلي الرغم من ذلك، فقد تم انتخاب نيجيريا الأسبوع الماضي وليس مصر لتولي رئاسة المجلس، وهو ما اعتبره تيد انتصارًا لمنظمات حقوق الإنسان في أفريقيا، وقال «علي الرغم من أن نيجيريا ليست الدولة المثالية لتولي رئاسة المجلس الا أنها بالتأكيد أفضل حالاً من مصر».
وقال بيكون إن سجلات مصر في مجال حقوق الإنسان كانت سببًا في قلق دولي بالغ، فحكومتها الأوتوقراطية منهمكة في ممارسة التعذيب واضطهاد المعارضين السياسيين والأقليات الدينية.
كما أشار الي أن مصر تقود جهود لمنع حل المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان في دول مثل السودان وزيمبابوي، كما تحاول إسكات المنظمات غير الحكومية في جنيف وتحاول تعجيز خبراء المجلس المستقلين.
واعتبر الكاتب الامريكي أن رئاسة مصر لمجلس حقوق الإنسان «سحابة سوداء ستخيم علي جهاز يعاني أصلاً من المشاكل»، مشيراً الي أنه بمجرد أن علمت المنظمات غير الحكومية في أفريقيا بأن مصر ستدخل المنافسة علي رئاسة المجلس بدون منافس، قامت باتخاذ قرار، وقامت 42 منظمة في عشرين دولة بكتابة طلب لكل الرؤساء الأفارقة مطالبين بأن يتم تمثيل أفريقيا لهذا عن طريق دولة تدرك قيمة حقوق الإنسان. ويقول بيكون «ولكن مع التأثير الدبلوماسي لمصر في الأمم المتحدة لم يستطع ذلك الائتلاف الأفريقي تحقيق نتائج إيجابية، ولكن من خلال حملة تأييد في الدول الديمقراطية استطاعت المنظمات غير الحكومية إقناع حكوماتها بعدم تأييد رئاسة مصر للمجلس».
ويضيف «علي الرغم من أن نيجيريا لديها الكثير من المشاكل المتعلقة بمجال حقوق الإنسان مثل فشلها في فرض دور القانون الذي تسبب في استشراء الفساد والعنف والاضطهاد، ولكنها مع ذلك تبقي ذات حكومة أكثر ديمقراطية، كما أنها، وعلي عكس مصر، لم تحاول تقويض أو إضعاف دور المجلس، فضلاً عن أن المنظمات غير الحكومية في أفريقيا لديها اعتقاد قوي بأنها تستطيع التعاون مع الرئاسة النيجيرية وتحقيق نتائج لن تستطيع تحقيقها في ظل الرئاسة المصرية».
واختتم بيكون مقاله بالتأكيد علي أن الانتخابات الجديدة لأعضاء مجلس حقوق الإنسان ورئاسته قد كشفت ما يمكن أن تقوم به المنظمات غير الحكومية من خلال حث الدول الديمقراطية في العالم المتقدم علي دعم حقوق الإنسان، وقال إن الولايات عليها أن تقوم بدورها في دعم حقوق الإنسان بدلاً من الوقوف في صف الحكومات الأوتوقراطية، وأن تبحث لها عن دور تستعيد من خلاله مكانتها بدلاً من الهروب